"اطرق الباب" لمكافحة السرطان المستشري بالمجتمع العربي

بحضور مئات المتطوعين ونائب وزير الصحة وعشرات الاولاد مرضى السرطان، افتتحت جمعية مكافحة السرطان في بيت رئيس الدولة، الذي يعتبر الراعي للجمعية، بحفل مهيب قام به نائب رئيس الجمعية بتسليم لواء الحملة الى رئيسها لهذا العام السيد هوبرت لافان، رئيس صندوق "راشي"، والذي كان قد مرض قبل 15 عاما بالسرطان، وتوقع الاطباء ان يعيش لـ 4 سنوات، وبالرغم من اصابته بنوعين آخرين من السرطان، الا أنه ما زال حي ويسعده حمل راية مكافحة السرطان.وقدم باسم صندوق "راشي" تبرع بمبلغ مليون ش.ج، داعيا الجمهور واصحاب رؤوس الاموال بالتبرع السخي للجمعية.

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح يوم الاثنين 24.10 قدمت احصائيات حول مرض السرطان والتي كان من أبرزها:

• خلال الاربعين سنه الاخيرة جرى ارتفاع كبير في نسبة المتعافين من السرطان من 30% الى 60% اليوم، اما لدى الأولاد فان النسبة تتراوح بين 75%-80% .

• وأشارت المديرة العامة للجمعية السيدة ميري زيف، والتي كانت "سفيرة عالمية" مشاركة في اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة والتي بحثت موضوع السرطان عالميا، انه سنويا يصاب 12 مليون انسان بالسرطان في كافة أرجاء المعمورة، وان امراض السرطان والقلب وأجهزة التنفس والسكري تسبب 63% من الوفيات في العالم.

الكشف المبكر بامكانه انقاذ الحياة:

جمعية مكافحة السرطان والتي بادرت الى اقرار قانون المسح العام للنساء فوق جيل ال 50 باجراء فحص الميموغرافيا، والتي قامت بشراء الحافلة المتنقلة للفحص، والتي تجوب البلاد طولا وعرضا وخاصة البلدات العربية والبلدات النائية، ترى انه لانجاز كبير بالوصول الى 72-74% واننا استطعنا الوصول الى تساوي في نسبة الفحص للنساء اليهوديات والعربيات، وهذا انجاز كبير لجمعية مكافحة السرطان وفعالياتها في المجتمع العربي بشكل خاص والاطباء والطواقم المهنية التي تحث النساء على اجراء الفحص، قدما للأمام حتى نصل الى ما يزيد عن ال 90% من التجاوب.

عام 2009 سجلت 4362 حالة سرطان الثدي.

سنويا هنالك 28000 حالة سرطان.


التغييرات الحاصلة في المرض خلال عشرة أعوام بين 1999 – 2008

لدى الرجال اليهود هنالك ارتفاع حاد في سرطان "البروستاتا" بنسبة 46.2%، بينما سائر الأنواع تراوح في نفس المكان تقريبا.

أما لدى الرجال العرب هنالك ارتفاع في أربعة أنواع، من الخمسة الأكثر انتشارا:

سرطان البروستاتا 51.9%، سرطان الأمعاء الغليظة 51.6%، سرطان المثاني 23.4% وسرطان اليمفوما (غير هودشكن) 19%.

أي ان هنالك ارتفاع في سرطان البروستاتا لدى الرجال العرب والذي يمكن ان يكون سببه الكشف المبكر، بينما يظهر ارتفاع كبير لدى الرجال عربا ويهودا لسرطان الامعاء الغليظة، وهذا متعلق في التغيير الحاصل في التغذية.

اما لدى النساء اليهوديات هنالك ارتفاع في سرطان الرئه بنسبة 11.3% وهبوط في سرطان الامعاء الغليظة، وثبات في باقي انواع السرطان.

اما لدى النساء العربيات يوجد ايضا ارتفاع في نسبة الاصابة في اربعة انواع من الخمسة الاكثر انتشارا:

سرطان الثدي 28.7%، سرطان الامعاء الغليظة 62.3%، سرطان الغدة الدرقية 58.7% ولوكيميا 11.9% .

زيادة سرطان الامعاء الغليظة يؤكد أهمية اجراء المسح الذي بادرت له الجمعية بالقيام بفحص الدم في الخروج، بينما نسبة التجاوب مع هذا الفحص ضعيفة جدا.

الوفيات من المرض:

منذ عام 1999 الوفيات من أمراض السرطان هو المسبب الاول للوفيات في اسرائيل، وهي مسؤولة عن 25% من الوفيات في البلاد، حوالي 10000 انسان سنويا.

سرطان الرئة، هو القاتل الأكبر، حيث نسبته من مجموع الوفيات في الصدارة، لدى الرجال العرب ( 31.1% ) واليهود( 20.1%)، لكنها اكثر لدى العرب.

ولدى النساء العربيات واليهوديات ما زال سرطان الثدي مسبب الموت الاول، 19.5% من اليهوديات و21.3% من العربيات.

في مقارنة للتغيرات الحاصلة في الوفيات في العشر سنوات الأخيرة يتبين ما يلي:

هنالك هبوط في الوفيات من السرطان لدى اليهود: (17.1% - ) لدى الرجال و (13.8% -) لدى النساء.

لدى الرجال العرب هنالك ثبات في نسبة الوفيات ( 3.3% + ) أما النساء العربيات فهنالك زيادة (13.2% + )

في اجمال هذه الأرقام يؤكد السيد فاتن غطاس – مدير فعاليات جمعية مكافحة السرطان ما يلي:

نحن سعداء بوصول نسبة النساء اللواتي يجرين فحوصات الكشف المبكر لسرطان الثدي، الميموغرافيا، الى نفس النسبة لدى اليهوديات، وهذا نتاج العمل الدؤوب لطواقم العاملين في هذا المشروع، لكننا قلقين من الارتفاع الكبير الحاصل في الاصابات بالسرطان لدى العرب، رجالا ونساءا، خلافا لليهود!!

واضح ان هذا الأمر يميز المجتمعات التي تسير بشكل سريع في نهج اسلوب الحياة الغربي بدون انتباه ماذا يفيدنا وماذا يضرنا، وهذا يشمل التغذية الغير سليمة والتدخين وموضة تدخين الأرجيلة الآخذه في الازدياد، اضافة لقلة الحركة وعدم ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة والتي نتيجتها المباشره السمنه الزائدة.

اما بالنسبة للنساء العربيات والزيادة الحاصلة في الاصابة بالمرض والوفيات أيضا، واضح ان الأسباب هي نفسها التي ذكرت أعلاه، مع بروز قضية السمنة الزائدة بشكل حاد، وانضمام النساء لتدخين الأرجيله بشكل جارف... اضافة الى قضية هامة جدا وهي مكانة صحة المرأة في سلم أولوياتها، وأولويات المجتمع التي تفرض ان تهتم المرأة بكل شيء قبل صحتها: الزوج، الأهل والأبناء، البيت، المجتمع، الغسيل والطبيخ.......، هذا الأمر يصعب مكافحة المرض ويكون الاكتشاف متأخر وعندها تقل نسب الشفاء.

زيادة الوعي في مجتمعنا هي رسالتنا في هذه الحملة، مجتمع واعي يتعامل مع السرطان مثل كل مرض، لا يخاف من لفظ كلمة "السرطان"، يتوجه للاطباء وقت الحاجة ويهتم بجسمه دائما.