من أصعب الأمور وأدقّها الحديث عن
وسائل التربية وإعطاء النصائح حول هذا الموضوع . ذلك لأنه واسع جداً
ومتنوّع بتنوّع طباع الأطفال . ورغم ذلك نودّ أن نجازف بنصيحة أخيرة :
لا تردّدي « قل مرحباً ، اضبط أعصابك ، انتبه لنظافة ثيابك ، كن عاقلاً إلخ
.... » لأنك بذلك لن تحصلي على لحظة الراحة التي تنشدين وطفلك سوف يبقى في
حالة قلق دائمة . بكل بساطة استمعي إليه واستفيدي من وجوده معك وغداً يذهب
إلى المدرسة وتشعرين أن منزلك بات فارغاً وسوف تندمين على اللحظات التي
مرّت .
حتى لو حاولت أن تكوني أمّاً مثالية فسوف ترتكبين أخطاءً كثيرة . هذا الأمر
غير مهمّ طالما أنك تؤمّنين لطفلك احتياجاته الأساسية : العاطفة والثقة .
لا تتأثري كثيراً بنوعية كلامك معه . الكلام لا يؤثّر فيه بقدر ما تؤثّر
تصرّفاتك في حضوره . إهتمامك ، ذوقك ، الإطار الذي تعيشين ضمنه وتحيطين به
طفلك ، ورعايتك له ... تلك هي البذور التي تنزرع في نفسه .
بكل بساطة تصرّفي أمام الطفل كما تريدينه أن يفعل ، وهكذا توصلين إليه ما
تريدينه من مبادئ ومفاهيم . أمّا إذا كانت أفعالك متناقضة مع أقوالك فهو
سيتمثّل بالأفعال وحدها . والتربية الجيدة والفعّالة هي التربية الصامتة .
أخيراً سيدتي ثقي بأنك المرجع الأول والأخير في تقرير الوسائل التربوية
المناسبة لطباع طفلك ومزاجه . وأفضل وسيلة تتعرّفين من خلالها على ما يجب
فعله في لحظة معينة ، هو احساسك بالمسؤولية وحدسك ومحبتك الهائلة لهذا
الطفل ، وباختصار ما اتفق على تسميته بعد أجيال من الاختبارات الحياتية «
بغريزة الأمومة . »